سكر هانم – كتب الفنان والناقد هشام قنديل مؤسس جاليري “ضي – أتيلية العرب” و”أتيلية جدة”، مقالاً نشره في جريدة “الرياض” السعودية، تهكماً على شهادات التقدير والدروع التي تمنح في مسابقات الفنون التشكيلية، معلناً عن مقالة على صفحته الخاصة على موقع “فيس بوك” قائلاٍ: “عايز شهادة ودرع والا شهادة بس دي بسعر ودي بسعر!!؟”.
وجاء في المقال ما يلي: “ليتهم كانوا افتراضيين مثل عالمهم وأيامهم وسنينهم! وليتهم كانوا أنصاف أو أرباع فنانين، وليت مستضيفهم ومكرميهم كان لهم علاقة بالفن من قريب أو بعيد!
هذا هو حال ظاهرة الفن التشكيلي التي تطفح بها مهرجانات هذه الأيام الآخذة في الانتشار!
ففي كل صباح تفاجئك أخبار سارة عن فوز الفنان س بأوسكار المهرجان والفنانة ص بالأوسكار عن النساء والفنان ع بالأوسكار عن الشباب والفنان غ بالأوسكار عن الهباب! وفي المساء تفوح رائحة الكباب.
تحاول أن تتعرف على واحد منهم فتفشل، من أين أتي هؤلاء؟ ومن ثم تلجأ للأعمال الفائزة علها تتحدث عن نفسها أو عنهم فتعجز عن التفسير.
هذا هو الواقع المرير للحالة الفنية على الفيسبوك الذي بات فاترينة لكل الذين فشلوا في تقديم شيء مفيد.
ولأنها مسألة مغرية، فان الفنان المتقدم سيدفع بالتأكيد ثمن الأوسكار وأي مصاريف أخرى بما فيها ثمن الشحن! والشحن المقصود هنا هو شحن مئات المعجبين والمعجبات ومئات المهنئين والمهنئات ولا مانع أيضا من توفير أو شراء هؤلاء إذا كنت لا تمتلك متابعين أو معجبين.
اعرف أن هذه الظاهرة المؤسفة موجودة قبل الفيسبوك وكم شهدنا مهرجانات وجوائز تم فيها تكريم العشرات بأوسكارات لا تكلف منظم المهرجان سوى دولار واحد أو اثنين.
شيئا فشيئا توحشت الظاهرة وأصبحت تتبناها شركات ومؤسسات دولية “معظمها ليس له من الدولية نصيب”!
واعرف حائزين وحائزات لهذه الأوسكارات التي اصبحت عنوانا للأعمال الإبداعية الوهمية في كل المجالات.
ومن المنظمين من يعرض عليك ليس الأوسكار أو الجائزة فقط وإنما العمل الفني الذي تتقدم به!
ومن المنظمين من يدعو للتسليم شخصيات حقيقية تحت إغراء الإقامة وتذاكر السفر ونحو ذلك وبالتالي يظهر المشهد في اليوم التالي وكأنه حقيقي! ولا مانع من مجموعة أخبار في عدة صحف حقيقية وفي قنوات حقيقية رغم أن الأعمال مضحكة والفائزين مسخرة!
إنها بالفعل من مساخر العالم الحديث الذي اختلط فيها الفاسد بالصالح والرديء بالذهب دون حسيب ولا رقيب.
كان الفنان سعيد صالح في مدرسة المشاغبين يصالح أحمد ذكي ويطمأنه عندما تم فصله بأنه سيجعل والده يبني له مدرسة.. ولا يهمك! وهذا ما يحدث الآن .. مدارس وهمية ونظار وهميين ومدرسين وهميين والنتيجة صفر.
ولا مانع كذلك من رفع علم الدولة المنظمة والدول المشاركة ودول أعضاء هيئة التحكيم بحيث يصاب المتابع بالذهول من هذا الشيء اللامعقول.
في الفن التشكيلي مدارس تجريدية وأخرى سيريالية لكن ما يحدث الآن يتجاوز كل الأساليب..
ما يحدث الآن جرائم موثقة لكن أحدا من الهيئات المسؤولة لا يكلف نفسه بالتصدي لها!
ولا تنس ان لهؤلاء طرقهم اللئيمة في الاستمالة فقد تكون رجل العام الذي تم اختياره في استفتاء كبير تم على ٢٢٠٠٠٠٠٠ شخصية مرموقة! ستبهرك كذلك فخامة الدعوة المكتوبة بماء الذهب والمصروف بل المتعوب عليها فعلا.. وسيدهشك تضخيم الأوصاف والألقاب من قبيل سعادة الفنان العربي الكبير وحضرة الفنان العالمي الشهير وسيادة الأستاذ الكبير صاحب المقام الرفيع. وقبل هذا ستدهشك الهيئة المنظمة واسمها الفريد الجامع بين كل علوم وفنون الحياة ومقرها لندن أو مدريد وفروعها المنتشرة في القاهرة والرباط ودبي وبيروت أو باريس أو المغرب.
إن زركشة بطاقة الدعوة واسم الداعي والمدعو من الفخامة بحيث أنها قد تغيب عنك أصل الحكاية.. والحكاية باختصار نصب علني واجتراء على الفن في وضح النهار.
اقرأ أيضاً
السوري مطيع مراد يعرض تجربة جديدة في جاليري “أيام” بدبي
“شعبيات” مصطفى رمزي في جاليري “بيكاسو”
شخوص تأكد تواصلها بالكون في أعمال أحمد فريد بجاليري “بيكاسو
17 يناير.. “مشربية للفن المعاصر” تعرض “اسكتشات” لجورج بهجوري