بعد تصويره لأربعة أو خمسة مشاهد فقط في فيلمه “أيوب”، لفظ أنفاسه الأخيرة، في مشهد درامي، صدم الجمهور وصناع الفيلم ومن بينهم المخرج هاني لاشين، الذي كان يقدم تجربته الإخراجية الأولى، ووافق على ترشيحه للدور مقتنعا بأهمية أن يضم عمله الأول فنانا بقيمته، لكن القدر لم يمهله كثيرًا، إذ غيّب الموت الفنان الكبير محمود المليجي، قبل الانتهاء من تصوير مشاهده المتبقية.
حكى لاشين للنشرة الفنية التي أطلقها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته العاشرة، المُهداة لروح الفنان الكبير، أن وفاة المليجي سببت أزمة كبيرة له، ووجد أن الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق، تحويل ما تبقى من مشاهد للمليجي إلى مشاهد تليفونية، يظهر فيها صوت نسخة طبق الأصل من الفنان الراحل، وهنا جاءته فكرة الاستعانة بالفنان أحمد زكي.
ويصف لاشين (المليجي) بأنه كان بمثابة النسمة الخفيفة في البلاتوه، وعنه يقول “كان إنسانا راقيا، وأصيلا وهادئ الطباع، وبلا مشاكل أو طلبات غير عادية أو حتى عادية، عميق الثقافة وقليل الكلام، وكنت أشعر أنه من الحكماء”، مضيفًا عنه كممثل أمام الكاميرا “أداء المليجي كان ساحرًا، تشعر معه أن جسده ينطق بالحوار”.
وفاة المليجي، حكاها بطل العمل عمر الشريف في لقاء تليفزيوني قديم لقناة نايل سينما، قائلًا “مات بين يدي، كان لدينا تصوير الساعة العاشرة صباحا، في ملهى الليل بالهرم، وصلت ملقتش حد ولا عمال ولا كهربائية ولا مخرج ولا أي حد، وبعدين وصل محمود المليجي مع انه كان بيشتغل طول الليل، مات من كتر الشغل اللي عمله في الآخر وهو كان راجل كبير، قعد معايا، وبقوله انت الراجل الوحيد اللي جه حتى العمال محدش فيهم، عمل صوت افتكرته بيضحك ومتحركش بعده، قعدت انادي الناس في الشارع تعالوا شوفوا الأستاذ محمود المليجي تعبان قالولي ده مات، كان حبيبي كنت بموت فيه وكان من أكبر الممثلين في تاريخ مصر”.
واقرأ ايضاً :
نغم منير : الملابس الفضفاضة راحة صيفية
أبرز وجهات أيرلندا الخلابة في يوم التصوير الفوتوغرافي للطبيعة