أبوظبي -سكر هانم : طبيبة قلب في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، تقول إن خطر إصابة النساء بأمراض القلب والأوعية الدموية الذي كان يعد مشكلة شائعة بين النساء بعد انقطاع الطمث (فيما بين سن 45 إلى 55 سنة)، آخذٌ في الارتفاع الآن لدى المريضات الأصغر سناً، والسبب في ذلك إلى حدٍ كبيرٍ هو الخيارات غير الصحية التي يتبعونها في نمط حياتهن.
وفقًا لدائرة الصحة – أبوظبي، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء في أبوظبي. وتشمل عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب: مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، التدخين، زيادة الوزن أو السمنة، وتاريخ العائلة مع مشاكل القلب. حوالي 80 بالمائة من النساء لديهن عامل واحد على الأقل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. [1]
تقول الدكتورة ديمة قريني، استشارية أمراض القلب، في معهد القلب والأوعية الدموية، بمستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “ساد اعتقاد في السابق أن النساء محمياتٌ من أمراض القلب، في فترة ما قبل انقطاع الطمث، بسبب الآثار المفيدة للإستروجين على الشرايين والكوليسترول. عندما ينضب هرمون الاستروجين في حالة ما بعد انقطاع الطمث، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلل وظيفي في بطانة الأوعية الدموية، وبالتالي يمكن أن يحدث انسداد للشرايين. تُصاب النساءُ بالنوبات القلبية التقليدية الناتجة عن تكوُّن اللويحات وتَمزُّق شرايين القلب بعد انقطاع الطمث غالباً، غير أننا نشهد في مستشفانا زيادةً كذلك في عوامل الخطر وأمراض القلب، لدى النساء قبل انقطاع الطمث، وهذا أمرٌ يعكس اتجاهاً لشيوع هذه النوبات بين النساءعالمياً.”
وتقول الدكتورة قريني: “النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث معرضات الآن لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك بسبب ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول، والسمنة، وحالات الحمل المعقدة الشائعة بين هذه الفئة. كما أنهن معرضات لخطر الإصابة بالنوبات القلبية بسبب أمراض أقل شيوعاً، مثل تمزق شرايين القلب، أو بسبب التَّسلُّخ التلقائي للشريان التاجي.”
وتضيف الدكتورة قريني قائلةً إن العديد من النساء ما زلن غير مدركات لعوامل الخطر هذه، ولهذا السبب يستغرق تشخيص أمراض القلب لدى النساء وقتاً أطول، مقارنةً بالرجال. والمرأة التي تتعرض لنوبة قلبية تكون أكثر عُرضةً للوفاة من الرجال.
ففي الدراسة الاستقصائية التي أجريت عام 2020 حول صحة القلب، بتكليف من مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، وشملت 1000 مقيمة، قالت أربعة وستون في المائة من النساء اللواتي شاركن فيه إنهن لم يعانين من عوامل الخطر الشائعة لأمراض القلب. لكن حوالي 59 في المائة من هؤلاء النساء قلن أيضاً إنهن لم يناقشن أموراً تتعلق بصحة القلب مع أطبائهن في العام الماضي.
” مع الأسف، أرى العديد من النساء اللواتي لم يسبق لهن إجراء تقييم لمخاطر الإصابة بأمراض القلب. لم يتم فحص مستوى الكوليسترول لديهن، ولم يُسألن عن تاريخ عائلاتهن من حيث الإصابة بأمراض القلب، ولم يناقشن مع أطبائهن أي نتائج سلبية للحمل على صحة القلب. وحيث أن عوامل الخطر هذه تبقى دون اكتشاف، يُقدَّم لهؤلاء النساء خيارات علاج تكون أقل فاعلية في المراحل المبكرة.”
وتشاركنا الدكتورة قريني مثالاً على ذلك عن أم حديثة الولادة، في أوائل الثلاثينيات من عمرها، عولجت من قصور في القلب، بالمستشفى. “اعتقدنا في البداية أن ظروفها الصحية مرتبطة بحالة ما بعد الولادة، ولكن بعد إجراء مزيد من التحقيقات، وجدنا أنها كانت بالأصل معرّضة وراثياً للإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وبالفعل كانت مستويات الكوليسترول مرتفعة جداً. كانت هذه الأم تعاني من انسداد شديد في شرايينها، واضطرت لأن تجري جراحة المجازة التاجية، وهي في الثلاثينات من عمرها. لقد كانت تجهل حالتها تماماً.”
وتقول الدكتورة قريني إن النساء اللواتي يرعين أسرهن، تواجههن مشكلة أخرى، وهي أنهن لا يجدن متسعاً في وقتهن ليعطين الأولوية لصحتهن، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وتنصح الدكتورة قريني النساء أن يُدخلن تغييراً صغيراً كل يوم في نمط حياتهن، وأن يتجنبن الحلول السريعة لتحقيق اللياقة البدنية.
“يجب على النساء تجنّب الحميات الغذائية التي تَرُوج من حين إلى حين، لأن هذا النمط من الحميات الغذائية يكون ضرره أكثر من نفعه، لأنها حميات غير مستدامة وربما تحد من استفادة الجسم بالعناصر الغذائية الرئيسية. وهذا يمكن أن يسبب نقصاً حاداً في الطاقة وضعفاً في العضلات، و أوجه قصور أخرى. كما أن اتباع نظام ’اليويو’ الغذائي ربما يؤدي إلى نتائج سيئة تؤثر على القلب والأوعية الدموية “.
ثم تقول الدكتورة قريني ان البديل عن ذلك هو الإقلال من تناول الأطعمة المعالجة صناعياً، واتباع النظام الغذائي الشائع بين شعوب البحر المتوسط، وهو نظام غني بالخضروات والفواكه والمكسرات والحبوب والأسماك والدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، إلى جانب ممارسة الأنشطة البدنية، بشكل معتدل إلى مكثف، لمدة 150 دقيقة أسبوعياً.
“إن الرسالة الأهم التي أحاول إيصالها هي: إن النساء عُرضةٌ للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، مثلهن مثل الرجال. ويمكن الوقاية من معظم أمراض القلب من خلال معرفة المخاطر التي تتعرضين لها، ومعالجتها مبكراً”.
واقرأ ايضاً :
إكسسوارات فولورد لمظهر راق ورائع
د.رشا شلباية توثق رحلة كفاحها بمهرجان “ستار بيوتي انترناشونال”
أبرز وجهات أيرلندا الخلابة في يوم التصوير الفوتوغرافي للطبيعة