أرسين تومسكي : “تمكين المرأة يتطلب عدالة اجتماعية”

0

كتب – لبنى اسماعيل

 أعرب “أرسين تومسكي”، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “إندرايف”، عن سعادته بالتواجد لأول مرة في القاهرة، ومشاركته في الفعاليات التي تقدمها الشركة في مصر، وكانت من اهم هذه الفعاليات والتي كان لابد ان نلقي عليها الضوء جائزة AURORA TECH لدعم المرأة في المجال التكنولوجي، وكيف كان تومسكي متحمسًا لتمكين ودعم المرأة مجتمعيًا ، ودفعها الى طريق اثبات ذاتها ومن ثم تكون نموذجًا ناجحًا في مجتمعها لتحقيق طفرة وتغيير نظرة المجتمع لها ليس في مصر فقط ولكن في كل الدول النامية.

وفي حوا خاص، فتح “تومسكي” لنا قلبه وكيف جاء النجاح من رحم المعاناة، وكيف تغيرت حياته من مبرمج الى مدير تنفيذي لاكبر شركة في المجال التقني:

– أرسين تومسكي من خلال عمله في مجال تكنولوجيا المعلومات عبر سنوات طويلة ، من وجهة نظرك ما الصعوبات التي توجهها المرأة في سوق العمل؟

بدأت عملي في مجال تكنولوجيا المعلومات منذ 30 عامًا، ورأيت بعيني التمييز بين الجنسين وعدم العدالة الاجتماعية بين الرجل والمرأة، مثلاً السيدات في المجال التقني يتقاضوا أجورًا أقل من الرجال، على الرغم من أنهن يعملن نفس الوظيفة ويؤدون نفس المهام.
مثال أخر نسبة النساء اللائي يعملن في المجال التقني نسبة ضئيلة جدًا مقارنة بالرجال على مستوى العالم، فمثلاً في الدول العظمى مثل أمريكا نجد 15% من مؤسسي المجال التقني من النساء.. بينما في الدول النامية المشاريع التي تتقدم بها السيدات في هذا المجال أقل من 10%.

– هل هذا هو الهدف من إطلاق جائزة AURORA TECH لدعم المرأة في المجال التكنولوجي؟

نعم بالتأكيد ، الهدف من وراء الجائزة AURORA TECH هو تحقيق العدالة الاجتماعية للمرأة في المقام الأول، وخاصة في الدول النامية، وذلك من خلال تدعيم رائدات الأعمال الناجحات في مال التكنولوجيا وتسليط الضوء عليهن إعلاميًا وتقديم جوائز نقدية لهن ليس فقط من الجانب المادي ولكن نعمل على دفعهم الى شركات وعملاء يهتموا بافكارهم ويدعموهن وتكوين شراكات معهن بعقود، علاوة على تشجيعهن بأن يكن نماذج ناجحة في المجتمع وقدوة لأقرانهن في هذا المجال حتى تكون هناك نماذج ناجحة تستطيع نظيرتها من الوصول إلى نفس النتيجة من النجاح، ومن الممكن أن تتفوق عليها أيضا.

أرى أن الطبيعة البشرية تقوم على التنافسية والطموح ومن رحم المعاناة فمثلاً من خلال تجربتي في تأسيس الشركة كانت قريتي “ياكوتسك” من الصعب اقامة اي مشاريع تقنية فيها لأن درجة الحرارة كانت تنخفض عن 50 درجة تحت الصفر، ولما فكرنا ان نجعل هناك صناعة محلية في مجال التكنولوجيا كان لابد من وجود نماذج عملية تقتدي بها، وعندما نجحنا في مشروع “اندرايف” حققنا طفرة في قريتي واصبح للناس مثال مُلهم لان الشركة استطاعت النجاح من الصفر وهذا ما تعكسه فكرة جائزة AURORA TECH في مصر نريد ان نصنع نساء ملهمات في المجال التقني تستمد منهن الأخريات القوة، وأن فكرة تحقيق الحلم ليست بعيدة لان هناك نماذج نجحت في هذا المجال.

– وهل ترى في المرأة المصرية هذه المقومات؟ ولماذا المجال التقني؟

بالطبع فالمرأة المصرية تتمتع بالذكاء والصمود والصبر وتستطيع ان تنشئ شركة ناشئة بمفردها، ولكن ما ينقصها هو الدعم لتحقيق الحلم وهذا ما نفعله من خلال AURORA TECH ففي كل مرحلة من مراحل المنافسة سوف نسلط الضوء عليها إعلاميا وماديًا ونساندها في عمل شركات مع مؤسسات أخرى تضمن لها الاستمرارية، وبالتالي نضمن اهتمام عدد أكبر من النساء للانضمام الى هذا العالم.

وبالنسبة لسؤالك عن المجال التقني، وهذا يعود الى ان المجال التقني لا يحتاج الى فريق كبير لاحداث طفرة ونجاح، فمن عدد أفراد صغير من الممكن ان يحقق نسبة نجاح كبيرة، ولو طبقت عدد محدود من الفتيات المصريات هذا المفهوم تستطيع أن تحقق الربح السريع وفي الوقت نفسه نجاح في المجال التكنولوجي والذي من الممكن أن يُحدث طفرة ليس في مصر فقط بل في أفريقيا بأكملها.

– هذه المسابقة تمت اقامتها في عام 2023، وشاركت فيها العديد من رائدات الأعمال المصريات في المجال التقني ، ولكن لم ينافسن على النهائيات، في رأيك ما المعوقات التي واجهتهن لعدم الفوز؟

في البداية AURORA TECH لكل الفتيات على مستوى العالم وليس مصر فقط ومن الممكن ان تشارك اي فتاة من اي بلد، وفي عام 2023 تقدمت العديد من الطالبات المصريات للمنافسة ولكن للاسف لم تصل الى النهائيات، وذلك يعود الى أن هناك حضور لاكثر من 100 دولة مما يجعل المنافسة شرسة وقوية.. ولكن اتمنى في المستقبل ان يكون لدينا سيدات مصريات ناجحات لتحقيق الهدف وهو وجود نماذج ناجحة في هذا المجال ليكن حجر الأساس لانطلاق غيرهن في المستقبل من مصر..

هل من الممكن ان يشارك الرجال في مسابقة AURORA TECH ؟

لا يوجد رجال في هذه المسابقة، ونحن نركز على الدول المهمشة والنامية والتي نرى فيها تمييز حقيقي وقائم على الجنسين، ونحن هنا لتحقيق العدالة الاجتماعية للمرأة ودعمها ماديًا ومعنويا حتى تستطيع منافسة الرجل، وان تكون نموذج ناجح لكل امرأة تسعى لنفس الهدف، بالإضافة إلى أن هناك مبادرة أخرى لدعم وتطوير شركات تقنية في المناطق المهمشة مثل جائزة “أندر دوج” ويستطيع ان يشارك فيها الرجال.

– من لعبة صغيرة أهداها لك والدك استطاع اريسن تومسكي أن يكون من مبرمج الى الرجل الأول في عالم التكنولوجيا.. كيف حدث هذا؟

بما انني اعشق المرأة وادعمها ولأنني كنت احب زوجتي السابقة وبناتي اوجه هذه النصيحة لكل أم وامرأة كيف غيرت هذه اللعبة الصغيرة التي يمتلكها طفل حياته بشكل كامل لأنه من الممكن ان يدفعك للتفكير في أشياء جديدة فلابد ان تعلم المرأة ان اختيار اللعبة الصغيرة لطفلها قد تكون دافعًا قويا لتغيير تفكيره وحياته بشكل كامل، وبما اننا نتحدث عن الاطفال سوف القي الضوء على اننا بدأنا منذ 11 عامًا تعليم الاطفال في الاماكن المهمشة والموجودين في دور الايتام كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات، واشتغلنا على 100 طفل في 13 دولة، كما أن “اندرايف” لديها مبادرة للأطفال في المدن الصغيرة التي لا تتمتع بنفس فرص المدن الكبيرة، تركز هذه المبادرة على كرة القدم من خلال التعاقد مع مدربين وتطوير الملاعب في المدن الصغيرة في مصر.

– بمناسبة الحديث عن التعليم، نعلم أن هناك استراتيجية لإنشاء جامعات وسيتم طرحها ، ما الهدف منها؟
نريد بناء قادة للمستقبل، ويفكروا في خدمة الناس أكثر من أن يأخذوا فقط، ونعلمهم التكنولوجيا والفنون والعلوم من أجل أن يكون لديهم حلول أكثر شمولية.. ونأمل خلال الـ 20 سنة القادمة أن نخرج جيل من القادة قادر على تغيير حياة مجتمعاتهم للأفضل، وسوف تكون تكلفة دراستهم بالكامل مجانية..

– هل سيكون في مصر نصيب من هذه الجامعات؟
سوف ننشئ حوالي 7 جامعات على خطة طويلة الأمد لمدة 20 عامًا، واحدة من هذه الجامعات سوف تكون في الشرق الأوسط ،ولن نقرر اختيار المكان حتى الآن ، ومن المحتمل أن تكون في بلدة كبيرة مثل “القاهرة” لأننا نحتاج إلى تعيين العديد من الأشخاص، وفي مثل هذه الجامعة نحن ندعو الطلاب من كل منطقة الشرق الأوسط للدراسة فيها.

أرسين تومسكي
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.