السيدة المصرية التى بدأت مشوارها فى جامعة القاهرة حصلت على «Order of Canada» (ارفع وسام مدنى فى كندا) الذى يعد أرفع درجات أوسمة الشرف المدنية فى الدولة الأمريكية الشمالية، وذلك تقديرا لإسهاماتها فى مجال التصنيع والهندسة الميكانيكية، الأمر الذى دفع السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لتقديم تهانيها للدكتورة هدى المراغى، مشيرة إلى أنها فخر لمصر وكندا معا، معبرة عن ذلك بعبارة: «يا فرحة مصر ببناتها فى الخارج»، كذلك السفير أحمد أبو زيد سفير مصر بكندا.
وتعليقا عن حصولها على «وسام كندا»، أعربت المراغى عن فخرها واعتزازها لكونها أول مصرية جرى تكريمها بالجائزة، وأنها السيدة المصرية الوحيدة فى كندا، وسط 114 مرشحا آخرين، التى تحصل على الوسام، منذ إقراره رسميا هناك عام 1967، بعدما أعلن حاكم كندا، الجمعة، عن فوز العالمة المصرية بالوسام الشرفى الأرفع فى كندا، ومن المقرر أن تجرى مراسم تقلدها الوسام فى وقت لاحق.
وأشارت الدكتورة هدى المراغى، فى تصريحات لـ«لشروق»، إلى بحثها الجديد، الذى يدور حول التحول الرقمى للمصانع وجعلها أكثر ذكاء، باستخدام الذكاء الصناعى فى التصنيع، ليس بهدف استبدال العمالة البشرية فى المصانع ولكن بهدف مساعدتها، بالإضافة إلى بحث جديد عن توقعاتها فى مستقبل الصناعة بالعالم فى السنوات القادمة، نظرا للتطورات التى تشهدها التكنولوجيا.
ووفقا للموقع الخاص بالمركز البحثى الكندى، فقد تم ترشيح المراغى للجائزة بسبب «أبحاثها المتميزة ومشاركتها الدولية القوية فى مجال الإنتاج»، وقد وُصفت المراغى بأنها «باحثة تحظى باحترام دولى ولها شبكة دولية واسعة»، وبأنها معروفة فى الجمعية الكندية للمهندسين الميكانيكيين والجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين والأكاديمية الدولية لهندسة الإنتاج.
والدكتورة هدى المراغى ــ العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة وندسور الكندية وإحدى رائدات مؤتمرات «مصر تستطيع»، والتى ولدت فى أربعينيات القرن الماضى لأسرة محبة للعلم والتى توجت بزواجها من الدكتور والعالم الكبير وجيه المراغى حفيد شيخ الأزهر الأسبق الإمام المراغى ــ تخرجت فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، وتحدت الظروف حتى تربعت على عرش الهندسة فى كندا.
ففى الستينيات لم تكن الهندسة الميكانيكية مجالا مألوفا بالنسبة للمرأة المصرية، ولكن هدى أصرت على الالتحاق به، بل تفوقت حتى حصلت على المركز الأول بين دفعتها بالجامعة وتم تعيينها كمعيدة، وبعد سنوات سافرت مع زوجها إلى كندا، وهناك لم تعترف الجامعة بشهادتها المصرية ورفضت أوراقها ولكن هدى لم تيأس» وظلت تحاول حتى تم قبولها وأصبحت أول دكتورة فى مجال الهندسة الصناعية فى تاريخ كندا.
لتحصل بعد ذلك على درجتى الماجستير والدكتوراه من جامعة «ماكماستر» الكندية، فى عام 1976، وكانت بذلك المرأة الوحيدة التى تخرجت وعملت أستاذ بالجامعة، وبعد ذلك مديرة مُؤسِسة لمركز أنظمة التصنيع المرنة فى جامعة «ماكماستر»، الذى أسسته بالتعاون مع زوجها الدكتور وجيه المراغى فى عام 1994، ليكون أول مركز بحثى متخصص فى نظم الإنتاج وتكنولوجيا التصنيع ويحتل فيما بعد المركز الثانى عالميا، وظلت مديرته حتى التحقت بجامعة وندسور الكندية لتتقلد منصب عميد كلية الهندسة.
فخلال مسيرتها أصبحت الدكتورة المصرية تتقلد المناصب مسبقة بكلمة «أول»؛ فتعد المراغى أول امرأة تتولى منصب عميد كلية الهندسة فى الجامعات الكندية وفى تاريخ الدولة الأمريكية الشمالية، بعدما رشحت له فى عام 1994، فى أعقاب حصولها على درجة الدكتوراه فى الهندسة الميكانيكية لتكون أول امرأة كندية تحصل عليها، ليتم تعيينها بعد ذلك كرئيسة مركز أبحاث كندا (CRC) فى أنظمة التصنيع بعام 2002.
وكذلك تعد المراغى أول امرأة تعين فى المجلس الاستشارى العلمى لوزير الدفاع الكندى، وتعتبر المهندسة الوحيدة التى ذكرها كتاب الأضواء الشمالية للمرأة الكندية المتميزة، وتكريما لها أهدتها كندا وسام شرف يعادل فى أهميته وسام الجمهورية لتكون بذلك أول مهندسة عربية تحصل على هذا التقدير.
وفى هندسة التصنيع، قدمت المراغى مئات الأبحاث التى غيرت موازين هذا المجال فى العالم، كما أصدرت عدة كتب علمية فى مجال تخصصها ولم تقتصر إنجازتها على الجانب الأكاديمى فقط، فصممت برامج مبتكرة فى تصنع السيارات استفادت منها أكبر الشركات.
تقول العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة وندسور، فى لقاء تليفزيونى إنها عندما تركت مصر فى ستينيات القرن الماضى كانت البلد تشجع على الصناعة الوطنية، وغادرتها مليئة بالحماس للرجوع لمساعدة بلدها، فتشير المراغى إلى أن هذه الحقبة الزمنية تتشابه مع الفترة الحالية التى تعيشها مصر، خاصة مع توافر إرادة سياسية تشجع على انعاش الصناعة الوطنية والنهوض بالعلم والتكنولوجيا الحديثة.
«من يمتلك المعلومة لديه قوة، لابد من تشجيع الصناعة الوطنية من أجل النهوض بالاقتصاد المصرى» هكذا تنظر المراغى إلى أهمية العلم من أجل النهوض بالصناعة، فتقول إنها عندما قابلت الرئيس عبدالفتاح السيسى قالت له ذلك، مشيرة إلى أن الجامعات التى تنشئها مصر حديثا ستفيد فى العديد من التخصصات.
وأكدت عميدة كلية الهندسة أنها وزوجها الدكتور وجيه المراغى لا يبخلان مطلقا فى تقديم أى مساعدة علمية لأبناء بلدهما، ويسعيان بقدر الإمكان إلى نقل خبراتها ومعلوماتهما لزملائهما فى المؤسسات والمصانع المصرية، والتى دخل تطبيقها فى صناعة السيارة الكهربائية المصرية، معربة عن سعادتها بتكريم مصر لها، واهتمامها فى السنوات الأخيرة بمساعدة المرأة العاملة، خاصة اهتمام الرئيس السيسى الذى يوليه لهذا المجال.
واقرأ ايضاً :
انطلاق معرض الخريجين العالمي اليوم و تبنيه 100 فكرة لعالمٍ أفضل
فن الكروشيه يسيطر على أزياء 2020
“سيدات أعمال أبوظبي” يناقش اليوم سبل دعم رائدات الأعمال
هاني البحيري يكشف لطلاب الفنون التطبيقية تفاصيل مشواره نحو العالمية