دور المرأة القيادي في المملكة العربية السعودية

0

الرياض – تطرح شركة سيركو الشرق الأوسط، الرائدة عالمياً في مجال الخدمات العامة، نقاشات حول بعض التصورات الخاطئة المرتبطة بمفاهيم النجاح والدور القيادي للمرأة في المملكة العربية السعودية. ويُعتقد في كثير من الأحيان بأن المرأة يجب أن تغير أسلوبها في العمل لتحقيق النجاح، إلا أن سيركو تسلط الضوء على أهمية تغيير بيئة العمل وتحقيق التوازن في أماكن العمل لضمان تمكين الجميع.

وتعكس التطورات الأخيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية بهذا الصدد وجود استراتيجية واضحة لدى المسؤولين وصنّاع السياسات تهدف إلى دعم التطور المهني للمرأة، وتمكينها من تولي عدد أكبر من المناصب القيادية في القطاع العام وبيئة الأعمال، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

ويسود الاعتقاد بأن المرأة تحتاج إلى التوجيه والإرشاد لتعزيز ثقتها بنفسها، وإلى امتلاك دافع أكبر ومهارات قيادية أكثر لتتكيّف مع بيئة العمل، وهو اعتقاد يستند إلى مجموعة من القيم والمبادئ القديمة التي لم تعد صالحة لعصرنا الراهن، فقد شهد العالم تطوراً كبيراً بهذا الاتجاه لم تتمكن العقلية السائدة في المنطقة من مواكبته بالصورة الأمثل. ويرتبط هذه الاعتقاد على وجه التحديد بالمناصب الوظيفية التشغيلية والفنية التي تستأثر بها القيادات الذكورية التقليدية. وتأتي هذه المناصب الوظيفية بأشكال مختلفة يشمل معظمها الأدوار الوظيفية المتعلقة بتنفيذ العقود الخارجية، مثل المقاولات والهندسة والأصول والتجارة والعمليات التشغيلية.

وبهذا الصدد، قالت سامانثا رولز، مديرة عمليات النمو والتمكين الوظيفي لدى شركة سيركو الشرق الأوسط: “أظهرت أبحاثنا أن النساء يشغلن حالياً 20% فقط من الأدوار الوظيفية التشغيلية. وتميل النساء إلى شغل الأدوار التي تتمتع بجوانب فنية أقل، على افتراض أنهن أكثر ملاءمة للتعامل مع العملاء وفي الخدمات غير الأساسية. غير أن هذه النظرة لم تعد صحيحة اليوم، ويجب العمل على الارتقاء بدور المرأة في بيئة العمل. وهناك العديد من الأسس المنطقية القوية التي تدفعنا للاعتقاد بقدرة المرأة على تحقيق النجاح في الأدوار الوظيفية التشغيلية، وكيف يمكنها تحويل هذه الأسس إلى مزايا حقيقية تستفيد منها في ارتقاء المناصب الوظيفية العليا. ويتعين علينا كمدراء تحمل المسؤولية وتزويد النساء بالفرص والمنصات والوسائل لتحقيق هذا الهدف. وللتشجيع على هذا التوجه، وتجنّب المبادرات الزائفة التي توظف النساء بهدف تحقيق شروط التنوع في الطاقم الوظيفي لا أكثر؛ يتعين علينا أولاً الارتقاء بسوية الوعي والثقافة، والبدء بمراجعة المنهجيات المتبعة في مواقع العمل. وينبغي للتحول المنشود أن يتحقق عندما تكون المرأة قادرة على شغل المزيد من الأدوار القيادية، مما سيؤدي إلى إحداث تغيير جوهري في طريقة عملنا”.

ويمثل التنوّع في القوى العاملة عاملاً محورياً يمتلك تأثيراً كبيراً على العمليات، إذ يسمح بتهيئة ثقافة عمل متنوعة تمتاز بخبرات وأفكار مختلفة تثري سير العمل. كما لا شك أن الجمع بين أنماط القيادات المتنوعة يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق إنجازات أكثر نجاحاً في إطار السعي لتحقيق أهداف العمل.

وتهدف شركة سيركو إلى إنشاء ثقافة عمل أكثر تنوعاً وشمولية. وتتيح الأدوار الوظيفية التشغيلية في سيركو الفرصة أمام موظفيها لاختبار الجوانب المختلفة في الشركة ليصبحوا من القادة المتمرسين ذوي الخبرات الشاملة. وبدءاً من إدارة الموظفين من خلال عقود العمل وقيادة فرق العمل الكبيرة، ووصولاً إلى حل المشكلات والتواصل مع الكثير من أصحاب المصلحة؛ يمكن للموظفين اكتساب الخبرات بشكل مباشر للمساهمة بإحداث فارق إيجابي حقيقي بالنسبة للحكومات ورؤى التحول الوطنية التي تنتهجها.

ويشكل تجاهل حالات عدم المساواة وإنكار وجودها العقبة الأساسية أمام تحقيق التغيير المنشود. وبهدف مواجهة النسب المئوية المنخفضة للنساء في الأدوار التشغيلية، أطلقت سيركو حملة الشمولية الإنسانية. وتهدف مجموعة العمل هذه إلى الارتقاء بسوية وعي المشاركين عبر مشاركة تجارب عدم المساواة والإقصاء التي تعرضوا لها وتأثيراتها عليهم. ولا يمكن البدء بعملية التحول الحقيقي في ثقافة العمل إلا عند تمكين الموظفين من إدراك وفهم التداعيات الشخصية لتلك التجارب على زملائهم. كما بالإمكان دفع عجلة التغيير من خلال الحرص على توفير الفرص التي تستفيد منها النساء والرجال بشكل عادل.

ولتحقيق هذا الهدف، قامت سيركو بإطلاق برنامج سنوي عالمي لتطوير القيادات تديره جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، والذي يهدف إلى بناء القيادات الواعدة، مع ضمان المشاركة العادلة والشاملة في البرنامج، بما يفضي إلى تحقيق التنوع الحقيقي الذي يجسد هدف الشركة الدائم.

ومن ناحية أخرى، يعد إضفاء الطابع الوطني عنصراً أساسياً في استراتيجية الشركة. وتملك سيركو الشرق الأوسط سجلاً حافلاً بالإنجازات فيما يتعلق بدعم توظيف وتنمية المواهب الوطنية في المملكة العربية السعودية، يُذكر منها برنامج الدراسات العليا المُخصص للمواهب السعودية الواعدة، والذي يُسهم في إعداد وتطوير قادة الشركة المستقبليين.

وأضافت رولز بهذا الصدد: “ثمة حاجة ملحة إلى توفير بيئة حاضنة تساعد قوى العمل المتنوعة على تحقيق الازدهار. فقد شهدنا تحولاً متسارعاً في ثقافة العمل خلال جائحة كوفيد-19 أفضى إلى قبول نماذج العمل المرنة. ويشكل ذلك تحولاً مهماً عن النظرة القديمة والمتمثلة في أن الموظفين الأكثر نجاحاً هم الذين يعملون لفترة أطول في المكاتب على حساب حياتهم الشخصية والوقت الذي يمضونه مع عائلاتهم أو في ممارسة الأنشطة الترفيهية. ولم يعد معيار النجاح هذا مجدياً بالنسبة للموظفين من الرجال والنساء، حيث تتلاشى حدود المسؤولية بين كلا الجنسين. ولذلك يتعين علينا الانتقال نحو نماذج عمل أكثر مرونة تتيح المجال أمام المزيد من النساء للوصول إلى النجاح، وتفسح المجال أمام الرجال لتحقيق التوازن بين العائلة والعمل؛ فالمساواة تعود بالنفع على الرجال والنساء على حد سواء”. 

وشهدت بيئة العمل في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19 تغيراً ملحوظاً، ما يمثل فرصة مهمة للتوقف والتأمل والتفكير وتحقيق عملية التغيير المنشودة.

وتشكل النساء حالياً أكثر من ثلث الفريق السعودي في شركة سيركو. ورغم أنها نسبة متميزة تستحق الإشادة، ما يزال الطريق طويلاً أمام الشركة لتحقيق التغيير الحقيقي وصولاً إلى مرحلة يصبح فيها هذا الموضوع منتهياً وخارج إطار النقاش. ويتعين تشجيع الرجال على منح النساء فرصة للمشاركة انطلاقاً من منطلق تقدير المشاركات والجهود التي يقدمنها. ويجب على الجميع تشجيع الموظفات على اغتنام الفرص المتاحة في المناصب الفنية والتشغيلية التي يهيمن عليها الرجال لدعم مسيرتهن القيادية كي يصبحن نماذج تُحتذى للنساء في المنطقة.

وبالإضافة لذلك، يجب أن تغيير نظرة المجتمع تجاه مفهوم النجاح لبلوغ الفرص التي لم تكن متوفرة من قبل. ويتعين علينا جميعاً، أفراداً وشركات، بذل المزيد من الجهد في هذا الإطار للتأكد من مواكبة الشركات للتطور الحاصل في العالم، والمساهمة في دفع العقليات السائدة في المنطقة نحو مزيد من التغيير. ولذلك ينبغي أن نشارك بفاعلية في تغيير العالم نحو الأفضل. فعندما نحقق المساواة الحقيقية بين الجنسين، يمكن للجميع تحقيق النجاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.